كانت أناستاسيا تشوكوفسكايا في موسكو عندما اتصل زوجها أليكسي زيلينسكي من منزلهم الذي يقطنوه منذ تسع سنوات في بودابست، المجر. كانت روسيا قد هجمت على أوكرانيا. عادت «تشوكوفسكايا» مسرعة، ولعدة أيام، كان الزوجان، وكلاهما روسيان، «محطمين». لم يعرفا ماذا يفعلان.
ثم بدأ هاتفهما في الرنين. تقول السيدة تشوكوفسكايا: «كان هناك شخص ما يتصل بنا»، وظنت أن عملهما السابق في وسائل الإعلام يعني أن العديد من الأشخاص لديهم أرقام هواتفهما - وشاركوها مع اللاجئين. «كنا نظن أن هذا هو الأمر».
وسرعان ما أصبح استوديو تصميم الصوت التابع للسيد زيلينسكي شقة للاجئين. نشر الزوجان احتياجاتهما على وسائل التواصل الاجتماعي. وتدفقت الإمدادات. وقدمت النساء في الولايات المتحدة الأموال لحجز المزيد من الشقق. حجز أحد المقيمين في لندن غرفا فندقية بالقرب من محطة قطار بودابست. وسافرت تشوكوفسكايا وزيلينسكي إلى هناك في وقت متأخر من الليل لمقابلة أشخاص ليس لديهم مكان يذهبون إليه.
واستمرت المساعدات. أعلنت مقيمة في كييف وصلت حديثا أنها معلمة وطالبت بمعرفة مكان وجود الأطفال. تقول تشوكوفسكايا وهي تتعجب: «إنها في أكثر مراحل حياتها إرهاقا، وهي تفكر في استخدام مهاراتها على الفور».
في التاسع عشر من شهر أبريل الماضي، افتتحت هذه الشبكة الموسعة مركز التعلم بلا حدود للأطفال اللاجئين. تقوم المنظمة غير الحكومية «ميجراشين إيد» Migration Aid بدفع الإيجار، كما تقدم التبرعات الدعم كذلك.

أثارت جنسية السيدة تشوكوفسكايا الفضول. تقول: «يدرك الناس لهجتي على الفور، ويتوقفون عندما يعرفون أنني ولدت في موسكو».
أثناء المساعدة في تجهيز المكان، قالت فنانة أوكرانية، كانت ترسم الزهور على الحائط، للسيدة تشوكوفسكايا إنها لا تستطيع تخيل شعورها كإمراة روسية. إن الشعور بالتعاطف دفع السيدة تشوكوفسكايا. «امرأة لاجئة ستدعمني؟ لم أستطع التحدث». وقال لها آخر: إن «لقاءك يذكرني بأنني لا يجب أن أنخرط في كراهية عمياء».
كانت هذه اللقاءات نعمة لها ولزوجها. تقول السيدة تشوكوفسكايا: «لا يزال أصدقائي الروس في روسيا يحسدوننا لأنه في كل يوم يمكننا أن نفعل شيئا للمساعدة. لذلك فإننا نحن المحظوظون» – أو حتى كما تقول إن «حياتها المدهشة» كمعلمة ومدربة إعلامية ومحررة جعلها تعتقد أن عملها يمكن أن يساعد في تحويل روسيا التي شعرت بالدمار.
أفاق الزوجان، اللذان لديهما طفلان، من خلال مشاهدة إعادة عرض حديثة لما عاشه جيل أجدادهما. لكنهما يريان الأمل أيضا.
تقول السيدة تشوكوفسكايا: «عندما كنت أقرأ مذكرات القرن العشرين، كان هناك دائما هذا الشخص المجهول». فجأة، تجد قطعة الخبز هذه - وضعها أحدهم هناك. تجد الدعم من شخص يمنحك ملابس دافئة. هؤلاء الأشخاص المجهولون يساعدونك وقت الحاجة، هذا ما يحدث.

واستطردت: «الآن، أتمنى أن أكون ذلك الشخص».

إميليا نيوكومب
صحفية لدى «كريستيان ساينس مونيتور»
ينشر بترتيب خاص مع «كريستيان سياينس مونيتور»